Blogقصص عربية

قصة جزائرية مستشفى الرعب( الجزء الأول )


 القصة التي بنسمعها اليوم حصلت في الجزائر، وتحية كبيرة جداً لكل أحبّتنا ومتابعينا وإخواننا وأهلنا في الجزائر. بس يا جماعة، قصة اليوم لغز جميل جداً، أنا متأكد أنك بتوصل للنهاية وبتكون صدمة، صدمة كبيرة ما تتوقعها. اسمعوا هذه القصة الغريبة. 

في عام 2000 في الجزائر، كان هناك رجل اسمه ياسين. ياسين هذا عمره تقريباً 30 أو 32 سنة، متزوج وأموره طيبة. وكان عنده سوبر ماركت صغير، لكن سبحان الله، أهل الحي كلهم يحبون ياسين، ولا يشترون أغراضهم وإياهم إلا من السوبر ماركت. 

هذا الرجل كان إنساناً محبوباً جداً، الكل يحبه في الحي وفي المدينة، وحتى التجار كانوا يساعدونه بأي شيء يطلبه. وسبحان الله،  الإنسان الطيب والأمين، رب العالمين يسهل حياته بطريقة ما تتخيلها. 

المهم يا جماعة، الرجل هذا تزوج وزوجته كانت موجودة عنده، لكن مر عليهم سنة، سنتين، ثلاث، والزوجة ما جابت عيال. الرجل بدأ يحس بالقلق، فأخذ زوجته وذهب إلى واحد من المستشفيات. 

سووا فحوصات، فقال لهم الدكتور: “اسمعوا، مشكلتكم ما هي كبيرة. يعني، ما عندكم عقم نهائي، لا، لا، لا، عندكم مشكلة تبغى لها عملية بسيطة، وإن شاء الله زوجتك راح تنجب، لأنه في مشكلة بسيطة عندها في الرحم وتحتاج لها جراحة ما تأخذ منكم ولا حتى يومين”. 

قالوا له: “كويس، طيب، وين؟” قال: “اسمعوا، الجراحة هذه متوفرة عندنا، بس إذا عندكم فلوس والامور كويسة، أنصحكم تسافروا لأقرب دولة أوروبية تسوّوها هناك وترجعوا”. 

قالوا: “الله يعطيك العافية!” حتى ياسين قال له: “ولا يهمك، الفلوس تدبّر!” ويأخذ زوجته وينطلق هو وإياها إلى فرنسا. 

أي نعم، حجزوا هناك عند واحد من المستشفيات المشهورة بعلاج الحالات هذه. وسبحان ربكم يا جماعة، سبحان الله علاج والأسباب ممكن تكون في أرض بعيدة جداً عنك. 

راحوا هناك وسوّوا العملية، وأخذوا لهم خمس أيام، ورجعوا. إلا سبحان الله، ما مرت السنة إلا والزوجة حامل. 

ياسين أول ما شاف بوادر الحمل، أخذ زوجته وأكدوا له في المستشفى أنها حامل، كاد أن يجنّ، لم يصدّق سبحان رب العالمين! ومن يومها، خلاص، بدأ يهتم بزوجته، صار يحسّ أنه عنده الدجاجة التي تبيض ذهب، ما يخليها تسوي شغل، يجلسها ويريحها، ويجيب لها الأكل وكل شيء. 

الرجال يبغى بس تعدي التسعة شهور هذه على خير. سبحان ربكم يا جماعة، مرت التسع شهور. 

وجت لحظة الولادة، بدأت الزوجة تصرخ، فأخذها تقريباً الساعة حدَّة بعد نصف الليل إلى المستشفى. دخلوها إلى قسم الولادة، والرجل جالس ينتظر برَّا، يا رب يا رب تفرّجها وتسهل عليها. وسبحان الله، تقريباً بعد ساعة، طلعت واحدة من الممرضات، قالت: “أبشرك”. قال: “خير”. 

قالت: “زوجتك جابت التوأم، جابت اثنين، كلهم ذكور”. ياسين ما صدق، ارتمى على الأرض وسجد وحمد رب العالمين، وقام مسك الممرضة، كان بحضنها، بس تذكر أنه في المستشفى وما له علاقة فيها. قال: “اسمعي، قسماً بالله العظيم، المبلغ هذا لك”. وهي تقول له: “لا”. قال: “قسماً بالله العظيم، ما ترديني، هذا مبلغ البشارة!” 

دخلت الممرضة المسكينة، وهذا جالس ينتظر مبسوط طاير من الفرحة، إلا يتفاجأ وقتها وصل له واحد من العمال، العمال اللي يشتغلوا عنده، دخل المستشفى وكأنه قاعد يدور ياسين. استغرب، قال: “وش اللي جابك؟” طالع فيه وقال له: “الحق، الحق يا عم”. قال: “خير”. قال: “المستودع، المستودع الخاص بالبضائع صار في حريق، لا حول ولا قوة إلا بالله!” 

الرجال كان مبسوط، زوجته جابت توأم، والآن جايه خبر حريق. المسكين ياسين، من الربكة اللي صارت، طالع في واحد من الأطباء، قال: “أقدر أدخل؟ أقدر أشوف زوجتي؟” قال: “لا، لا، لا. وش اللي تشوف زوجتك؟ زوجتك مسوين عملية قيصرية، تفهم ولا لا؟ زوجتك ما راح تشوفها إلا بكره”. قال: “خلاص، ما دام الوضع كذا، أروح الحق على المستودع”، ويركض هو والموظف اللي عنده. 

وأول ما وصلوا للمستودع، إلا الموضوع بسيط، حريق كان في جزء، حتى أكثر الأشياء اللي احترقت كانت أشياء منتهية، يعني مواد غذائية منتهية، ما لها أي قيمة. الرجال تطمّن على المستودع وعلى العمال أن كلهم بخير، وبعدها قال: “خلاص، أنا برجع مباشرة إلى المستشفى”. لكن سبحان الله، يجي له ظرف ما خطر في باله أبداً، أخوه جاء وبشر بمصيبة ثانية، قال: “إيش عندك؟” قال: “تعال، أخونا الصغير وهو منتقل إلى العاصمة، سوّى حادث، لا حول ولا قوة إلا بالله”. 

يا جماعة الخير، زوجتي في المستشفى، أب الحق عليها. قالوا له: “تعال، تعال معنا!” ياسين خاف، يا جماعة: “قالش القصة؟ زوجتي ما أمداها تكمل ولادة، والممرضة تبشرني، إلا المستودع احترق، والحين أخوي الصغير اللي زي الشيطان، من مكان لمكان صار له، ويقول إن بين الحياة والموت”. قال: “خلاص، أبى أخلي زوجتي هناك، وراح لبيت أخته الكبيرة، تترجاها، قال: “الله يخليك، أنا عارف إن عندك عيال، بس أبغاك تروح المستشفى، على بال بس ما أطمن على أخونا، وأرجع. أخونا في مستشفى العاصمة، يقول إن بين الحياة والموت”.

قالت أختي: “ولا يهمك، أنا بروح للمستشفى الحين.” الرجال انطلق مع أخوه الثاني وراحوا للعاصمة. إلا والله، أخوهم الصغير حالته حالة. أخوهم الصغير هذا كان سواق شاحنة يشيل بضائع ويتنقل من منطقة لمنطقة، لكن أوضاعه كانت صعبة وكان يحتاج إلى نقل دم وحاجات كثيرة. 

المهم، اضطر ياسين أنه يقعد في العاصمة لمدة ثلاث أيام إلى ما بشره الأطباء أن أخوه وضعه تحسَّن يعني مرحلة الخطر راحت. قال: “اللهم لك الحمد يا رب، لك الحمد والشكر.” خلاص يا جماعة، ما دام طمنتوني على أخوي، أرجع أشوف زوجتي. رجع مباشرة وأول ما وصل، راح لبيت أخته، إلا ويلقى أخته ويتفاجأ أنه زوجته أيضاً كانت موجودة عندهم. 

قالوا: “أي، هالمفاجأة، متى طلعت زوجتي؟” قالوا: “طلعت الحين، يمكن قبل ساعتين، الأطباء قالوا خلاص ما يحتاج إنها تقعد في المستشفى.” وياسين يدخل ويطمئن على زوجته اللي كانت تعبانه شوي، بس الرجل أول ما شافها ما قدر يمسك نفسه. التفت حولها إلا يلقى طفل. مسك الطفل وقال: “ما شاء الله تبارك الله، يا الله يشبهني! صح يشبهني يا جماعة!” والكل يقول له: “أي نعم، في شبه نسخة منك.” 

لكن ياسين بيطالع حول الأم، قال لهم: “يا جماعة، وين الطفل الثاني؟” قالت الأم: “نعم، طفل ثاني.” قال: “وأنا، وأنا واقف عند باب العمليات، أول ما سولك العملية، طلعت لي مربية وقالت: أبشرك، زوجتك جابت توأم والتوأم هذول كانوا ذكور.” زوجها طالع فيه، قالت له: “ياسين، الظاهر أنك غلطان، أو يمكن هذه الممرضة طلعت ومتوقعة أن واحد ثاني.” 

بدأ ياسين يحس بالقلق وحس بالخوف، متأكد هو الممرضة لمّا طلعت كانت تعطيه العلامات الخاصة بزوجته. ش اللي صار لكنه ما حب أنه يسبب قلق. خلا زوجته تقعد وقال: “أنا عندي مشوار وبرجع.” طلع الرجال وراح المستشفى. 

قال: “السلام عليكم.” قالوا: “وعليكم السلام.” قال: “مدير المستشفى وين؟” قالوا: “المدير هنا، هذا هو.” ويروح المكتب المدير. قال: “يا أخوي، اسمع، أنا زوجتي ولدت عندكم قبل ثلاث أيام.” قال: “طيب، وبعدين؟” قال: “الليلة نفسها، وأنا واقف عند باب غرفة العمليات، طلعت ممرضة قالت: إن زوجتي جابت توأم اثنين أولاد. زوجتي الحين رجعت للبيت ما عندها إلا طفل واحد. ش القصة؟” 

قالوا: “أنت تتكلم من جد؟” قال: “نعم، زوجتي ما صار له ثلاث أيام.” ارجعوا للأوراق والمناوبات. ويبدأ المدير ينادي مجموعة من الموظفين وبعض الأطباء اللي كانوا موجودين. قال: “يا جماعة الخير، هذا الرجل يقول إن زوجته جابت توأم. ش القصة؟” قالوا: “توأم؟ متى؟ ما في مستحيل!” قال: “ألا، ألا، الليلة هذه كانت قبل ثلاث أيام، وأنا جئت وفي ممرضة هي اللي بشرتني.” قال له: “أي ممرضة؟ تعال شوف!” 

ويلف معهم المستشفى كامل، وما حصل الممرضة هذه، كأنها انشقت الأرض وبلعته. أنصدم.

قال: “يا جماعة، أنا شفت الممرضة، قسم بالله حتى أعطيتها فلوس.” الممرضة ما هي موجودة. قال له: “اسمع، اسمع، هذي لا تطلع سمعة على المستشفى. أنت زوجتك جابت طفل واحد.” وينجن الرجال قال: “لا، مستحيل، طلعوا لي الممرضة.” تخيلوا يا جماعة، وهم جالسين يصارخون ويسوون مشاكل، إلا يتفاجأ ياسين، الممرضة موجودة قاعدة في كونتر الاستقبال. 

قال: “هذه هي، هذه هي! يا جماعة، أقسم بالله، هذه هي الممرضة.” راحوا عندها، قالوا: “من جدك أنت؟ هذه الممرضة تبع قسم هناك خاص بالنساء، أصلاً ما تحضر. لكن لما سالوه، الممرضة قالت: “أي والله، أذكر الرجل هذا، وفعلاً أعطاني فلوس، وأنا الليلة هذيك نادوني كممرضة مناوبة. مو هو شغلي، بس أنا جيت أساعدهم.” 

قالوا: “يا سلام! مضبوط. طيب، الرجل زوجته جابت توأم.” قالت: “نعم، جابت توأم، بس أنا صراحة طلعت بعدها أدور الرجال وما حصلته.” قال ياسين: “نعم، صح كلامها. صحيح، أنا جاني واحد من الموظفين، واحترق عندي مستودع خاص بالسوبر ماركت، عشان كذا أنا مشيت. وبعدين سألت الطبيب، قال: زوجتي ما راح تطلع إلا اليوم الثاني.” 

قالت الممرضة: “أي والله إنها صادقة. أنا طلعت يمكن بعدها بنص ساعة، لأنه الرجال أعطاني فلوس، وأنا بشرته. كنت جاي عشان أعطيه خبر ثاني.” قالوا: “وش الخبر؟” قالت: “التوأم الثاني بعد، من ولد تقريباً بخمس دقائق غادر الحياة.” 

لا، لا، لا، ياسين انصدم، ما يصدق. وصل للممرضة اللي أكدت كلامه، إلا تفاجأ بالخبر هذا. متأكدة؟ قالت: “أي، نعم، الطفل الثاني كان تعبان بعكس الطفل الأول. الطفل الأول كانت صحته جيدة، لكن سبحان الله، ترى هذا الشيء طبيعي. التوائم لما يكونوا في رحم واحد، بعض الأحيان واحد من هالتوائم ينتصر على الثاني، يكون قوي، ياخذ أكله وياخذ الشرب، والثاني يكون هزيل وضعيف. أول ما يطلع للدنيا، ما يقدر يتحمل ولا يقدر يعيش.” 

بدأوا يواسونه الأطباء وقالوا: “الحمد لله، الحمد لله إن عندك واحد من الأطفال وعايش. ورب العالمين بعوضكم.” قال لهم: “يا جماعة، أنا قصتي كذا، أخذت زوجتي وتعالجنا في فرنسا ورجعنا، لكن تدرون، الحمد لله على كل حال.” 

قالوا: “لا تبغى شي، تبغى شهادات؟” قال: “لا، لا، خلاص، أب أمركم بعدين.” ويرجع ياسين وفي الطريق قاعد يسأل نفسه: هل يقول القصة لزوجته؟ بس ليش يخاف أنه يقول لها، وزوجته حساسة، بتتأثر، بتقول: “مات واحد من أطفالي وأنا ما أدري.” قال: “أحسن شيء أني أخليها ما تدري عن أي شيء، الحمد لله أن رب العالمين أعطانا طفل، أخذ طفل وله الحمد على كل شيء.” 

وفعلاً ياسين إنسان حكيم، رجع للبيت وشاف الطفل وزوجته تدلع عليه، تقول له: “ها، ها يا ياسين، وش بتسمي الطفل؟” قال: “أيشي بنسميه، أنا أقولك، أيش بنسميه؟ بنسميه منتصر.” 

قالت: “منتصر؟ غريبة، انتصر على إيش؟” قال: “لا، لا، لا، نبغى نسميه منتصر، عشان رب العالمين يخليه منتصر في الدنيا هذه.” 

طبعاً الزوجة ما كانت داريه أن ياسين داخله كان متعمد الاسم، لأنه لما سمع الأطباء يقولوا إنه التوائم هذول، واحد منهم كان ياخذ الأكل الثاني وعاش، اعتبروا كان هذا هو منتصر. منتصر في الحياة اللي كانت داخل بطن زوجته إلى ما طلع للدنيا، وكان فعلاً هو المنتصر. 

وأتمر الأيام يا جماعة، وياسين مبسوط والطفل هذا يكبر ويدخل المدرسة، وهو مخبئ السر على زوجته، أبداً ما تعرف إنه كان عندها طفل ثاني ومات داخل المستشفى. مرت الأيام، وشوفوا حكمه رب العالمين، مهما سويت، حكمه رب العالمين ممكن تجيك بعد 20 بعد 30، لو حتى بعد 100 سنة. 

تخيل يا جماعة، الحادثة هذه صارت في عام 2000، اللي هي حادثة الولادة، لكن في 2018، ياسين وقتها كانت أحواله فوق الريح. كان عنده بدل السوبر ماركت الصغير اللي كان عنده عام 2000، صار عنده سلسلة محلات خاصة بالمواد الغذائية. هذا غير بعض الأسواق الصغيرة وبعض البنايات، والرجل صار يلعب بالفلوس لعب، صار من التجار المشهورين في منطقته. 

المهم يا جماعة، كم تعود دائماً إنه ياخذ زوجته والولد، خصوصاً في الإجازات المدرسية، ويروحوا يتمشوا. مرات يروحوا البرازيل، مرات يروحوا دولة أوروبية، مرات يروحوا لآسيا، مرات يجوا لمكة. يعني كان يلف عنده فلوس وأموره طيبة إلى ما جى يوم من الأيام قرروا أن إجازتهم بتكون في فرنسا، ومنها يمروا على المستشفى القديم عند الدكتور اللي كانوا يتعالجوا عنده تقريباً قبل 18 سنة. 

الظاهر أن ياسين وزوجته حنوا شوي، ودهم يجيهم طفل جديد. المهم هم قاعدين في واحد من المنتجعات ومبسوطين، وولدهم منتصر عمره 18 سنة، وأمورهم حلوة، إلا يتفاجأ ياسين وهو داخل الغرفة اللي كانوا ساكنين فيها، الظاهر إنه في رجل نسى واحد من الكتب في الغرفة، كتاب كان يتكلم عن الحياة وعن الأطفال وعن الأسرار الغامضة اللي تصير. 

وطبعاً، لأن ياسين كان متقن اللغة الفرنسية، وكان يحب الكتب ويحب القراءة، أخذ الكتاب وقال: “وأنا جالس تحت في المنتجع، أبى أبدأ أقرأ، أقضي وقت.” فتح الكتاب، هذا لقاه يتكلم عن شيء غريب، يتكلم عن أن الحياة هذه فيها أسرار وأن المستشفيات تصير فيها حاجات يمكن ما تخطر على البال أبداً. 

يا جماعة الخير، كتاب يوديك ويجيبك. الظاهر المؤلف كان إنسان شكاك ومريض، وكان الكتاب يتكلم عن أنه بعض المستشفيات يكون فيها أطباء أو موظفين أو حتى ممرضات. أول ما تجيلهم حالة ولادة، وخصوصاً إذا كانت الولادة فيها توأم من طفلين، ممكن واحد من الأطباء أو الممرضات يسرق واحد من الأطفال ويدعي أنه مات. يكون هذا الدكتور أو الممرضة عقيم ويقرر أنه يسرق أي طفل بيشوفه ويناسبه. خصوصاً أنه أنتم عارفين، في غرفة العمليات ممنوع دخول أي شخص، وحتى الأم، إما تكون مخدرة أو تكون في حالة ما تحس باللي قاعد يصير حولها. 

والصدمة اللي جنّنت ياسين أكثر أن المؤلف كان كاتب في نفس الكتاب إنه حصلت أحداث كثيرة في أوروبا وخصوصاً في فرنسا، وأنه في حادثة لوحدة دخلت وعندها طفلين، أول ما طلعت من غرفة الولادة، تنصدم إن واحد من الأطفال اختفى، وإن الشرطة قعدت تحقق لمدة ثلاث سنوات، واكتشفوا في الأخير أن واحدة من الممرضات كانت ما تجيب أطفال، وهي التي سرقت التوأم الثاني.

طبعاً ياسين يا جماعة اشتغل عنده الوسوسة، خلاص انجن. بدأ يتذكر، بدأ يتذكر الحادثة اللي صارت معه، قال: “ها، زوجتي دخلوها وطلعت الممرضة وقالت: عندك طفلين، والطفلين ذكور، وما شاء الله عليهم كويسين. ولما رجعت قالوا لي: واحد مات.” طيب، الطفل إذا مات، مو المفروض يسلموني أنا وأبوه أدفنه؟ هذول ما قالوا لي ودفنوه، ولا حتى أعطوني شهادة ميلاد، ولا حتى شهادة وفاة. شو اللي قاعد يصير؟ ليكون أنا نفس اللي صار في الكتاب هذا؟

ويرجع يقرا الكتاب وتزيد داخله الشكوك. كان يقول للكتاب إنه من العلامات اللي تخليك تتأكد إنه فعلاً طفلك مسروق إن المستشفى ما يعطيك أوراق، ولا يدلّك وين مكان دفن الطفل. لا، ويقول لك أيضاً إنك لو راجعت المستشفى بتلقى في تلاعب وإنهم خايفين.

وقتِها ياسين خلاص يا جماعة ما اتحمل، انجن. قام وراح للغرفة، قال لزوجته: “يلا يلا، مشينا.” قالت: “وين؟” قال: “بنرجع، بنرجع الجزائر.” قالت: “مجنون يا ياسين! إحنا جايين منا ثلاث أيام، وعلى أساس بنقعد 10 أيام. ش القصّة؟” قال: “أقول قومي، قومي! في مصيبة، في كارثة.”

قالت: “ش القصّة؟ في أحد من عائلتنا صار له شيء؟” قال: “لا، لا، لا. بس أنا في موضوع لازم أرجع بسرعة.” زوجته كانت رافضة. قالت: “والله ما أرجع إلا ما تصارحني ش عندك.” 

قال: “اسمعي، ما دام الموضوع وصل لكذا، أنا بقول لك الحكاية كاملة.” ويحكي لها القصة من البداية. قصة إن زوجته جابت توأم، وإنها ما تدري، وإن المستشفى قالوا لها في عام 2000 إن واحد من التوائم مات. وتبدأ الأم هذه تنجن.

حرام عليك يا ياسين! ليش تخبي علي كذا؟ أنا كنت حاسة، والله العظيم، إني كنت أحلم طوال الفترة اللي راحت إنه عندي طفلين. ليش خبيت علي القصة؟ قال لها: “يا بنت الحلال، أنا ما كنت أبغاك تحزني ولا تزعلي. وكنت أقول الحمد لله، ما دام إن واحد مات، ربي رزقنا بمنتصر، ومنتصر موجود وأمورنا طيبة.” 

قالت: “اسمع، الحين أنا أقول لك، يلا خلنا نرجع.” ويرجعوا للجزائر. وأول ما وصلوا، ينطلق ياسين مباشرة، شوف دخل عندهم وين المدير. قال: “أفضل هذا مكتب المدير.” فتح عليه، إلا والله مدير شاب عمره تقريباً 35 سنة. 

قال: “مرحباً، اسمع يا أخوي.” قال: “متى جيت هنا؟” قال: “ش اللي متى جيت هنا؟ أنا مدير مستشفى صار لي خمس سنوات.” قال له: “اسمع، اسمع، اسمع! أنا قسم بالله ما أخليكم! والله العظيم لا أشتكي للشرطة!” 

لا، لا، لا! والله العظيم أقلب عليكم المستشفى! طلعوا الطفل. قال له: “نعم، أي طفل؟” قال: “واحد من عيالي! واحد من عيالي ينسرق عندكم في المستشفى. زوجتي جت وولدت هنا، وكانوا توأم اثنين، وما أعطيتوا إلا واحد.” 

مدير المستشفى انجن، قال: “أنت ش تقول؟ تتكلم من جد؟” قال: “نعم، عندكم في المستشفى هذا.” قال للمدير: “متى؟” قال: “مبارح، قبل مبارح، ثلاث أيام، متى صارت الولادة؟”

قال له: “الولادة! الولادة! صار لها تقريباً 18 سنة، عام 2000.” طالع فيها المدير، قال له: “أي، أخوي، سكران! أنت جايني تقول لي صارت حادثة قبل سنة، انت وين كنت، فاقد الذاكرة؟”

قال: “أسمع، لا تقعد تقولي فاقد ذاكرة ولا غيرها. أنا متأكد. انت أحسن لكم، أبغى الآن تفتحوا تحقيق في المستشفى.” 

المدير انجن، وقال: “هذا ش يبغى؟ أنا ما صار لي خمس سنوات في المستشفى!” 

وقاعد يكلمني عن حادثة له 18 سنة. أكثر الأطباء منهم اللي مات، ومنهم اللي انجن، ومنهم اللي حتى تقاعد! ش قاعدين يقولون هذا، لكن ما في فائدة. ياسين كان يقول لهم: “غصباً عنكم تسووا تحقيق، ولا والله العظيم لأطلع للشرطة!” 

المدير ما كان يبغى شوشره، قال له: “تعال، أبغى أمسك وبساعدك باللي أقدر عليه.” أخذه إلى قسم تسجيل المواليد. 

قال: “سلام عليكم.” قالوا: “عليكم السلام.” قالوا: “يا أخوان، لو سمحتوا، أنتم في عام 2000 كنتوا تسجلوا المواليد؟” 

قالوا: “نعم، عام 2000 قديم، لكن أي نعم كنا نسجل المواليد…..

يتبع …

الجزء الثاني

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Ad Block

اخي الزائر يجب عليك تعطيل حاجب الإعلانات AdBlock للمتابعة في القراءة